: آخر تحديث

استشاري البورد الأميركي يوضح لـ"إيلاف": لا علاقة مثبتة بين "تايلانول" والتوحد

1
2
2

إيلاف من لندن: من جديد، يعود الخوف إلى عيادات النساء الحوامل، ولكن هذه المرة من دواء ظل لعقود في متناول الجميع.
فبعد تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن "تايلانول" قد يكون مسؤولًا عن إصابة الأجنة بالتوحد، تصاعد الجدل بين الأطباء والنساء حول مدى صحة هذا الادعاء.
في هذا السياق، أجرت "إيلاف" حوارًا مع الدكتور نايل حلمي، استشاري أمراض النساء والولادة والحاصل على البورد الأميركي، لتوضيح الحقائق الطبية والإجابة عن أبرز التساؤلات المتعلقة بصحة الأم والجنين، من التوحد إلى الخصوبة، ومن الجراحة إلى التغذية.

الدكتور نايل حلمي، استشاري أمراض النساء والولادة
الدكتور نايل حلمي، استشاري أمراض النساء والولادة

"تايلانول" والتوحد: لا دليل قاطع

وأوضح الدكتور حلمي أن "لا داعي لتوقف الحوامل عن تناول تايلانول (الذي يحتوي على مادة باراسيتامول) عند الحاجة، كعلاج للحمى أو الآلام الشديدة"، مشيرًا إلى أن "لا وجود لدراسات قاطعة تربط بين هذا الدواء والإصابة بالتوحد، بل على العكس، هناك أبحاث تُظهر عدم وجود علاقة، والاتحاد الأوروبي لم يغيّر توصياته لعدم كفاية الأدلة".

الأسباب العلمية للتوحد: العمر والجينات لا أكثر

عن الاعتقادات الشائعة بشأن أسباب التوحد، نفى الدكتور حلمي وجود إثبات علمي يربط التوحد بحالة الأم النفسية أو تغذيتها أو الرضاعة الصناعية. وشرح أن الأسباب الدقيقة ما تزال غير معروفة، لكنه أشار إلى عاملين أساسيين قد يزيدان من احتمالية الإصابة:

  • عمر الأب: "إذا تجاوز الأربعين، ترتفع النسبة بنسبة 75%. أما بعد الخمسين، فتزداد الاحتمالية إلى ستة أضعاف".

  • الوراثة الجينية: "وجود حالات في العائلة قد يرفع من خطر الإصابة".

إبر التخسيس والتكيسات: تحسين لا تعزيز للخصوبة

في سياق الحديث عن الخصوبة، أوضح الدكتور حلمي أن حقن فقدان الوزن مثل "أوزمبك" لا تزيد الخصوبة بعد سن الأربعين، لكنها قد تساعد في تحسين التبويض لدى المصابات بتكيس المبايض، وهي حالة شائعة تؤثر على انتظام الدورة وفرص الحمل.

توأم الأنابيب وتجميد البويضات: فرص محدودة ومخاطر محتملة

عن الحمل بتوأم عن طريق تقنيات الإخصاب المخبري (أطفال الأنابيب)، شدد الدكتور حلمي على أن نسبة النجاح لا تتجاوز 20%، ووجود خطورة طبية ترافق هذا النوع من الحمل. أما بخصوص تجميد البويضات بعد سن الأربعين، فقال: "لا أنصح به، ففرص النجاح ضعيفة جدًا".

المكملات والتليفات: بين الشائع والفعّال

في ما يتعلق بمكملات مثل "أوميغا 3"، والتي تُروّج على أنها ترفع ذكاء الأجنة، أوضح الدكتور حلمي أن "الأبحاث العلمية في هذا المجال لا تزال ضعيفة"، مضيفًا: "يمكن استخدامها، لكنها لا تضمن تحسين القدرات الذهنية للطفل".

أما عن تليّفات الرحم، فأوضح: "إزالة الرحم تُدرس فقط في حال وجود أورام ليفية، خاصة إذا كانت السيدة فوق الأربعين وقد أنجبت، نظرًا لاحتمالية عودة الأورام بنسبة تتراوح بين 10% و25%. أما دون الأربعين، فغالبًا يُكتفى بإزالة الورم دون الرحم".

أسئلة نسائية

أجاب الدكتور حلمي عن تساؤلات متكررة لدى النساء، وأهمها:

  • هل مسحة عنق الرحم خطرة؟ "إطلاقاً. هذا إجراء وقائي آمن تمامًا، يساعد على الكشف المبكر عن التغيرات الخلوية التي قد تتحول لاحقًا إلى أورام".

  • الحمل بعد إزالة إحدى قناتي فالوب؟ "فرصة الحمل تتجاوز 90%، حتى بوجود قناة واحدة".

  • متى يمكن إجراء عملية شد البطن بعد الولادة؟ "بعد مرور فترة تتراوح بين ستة أشهر وسنة، لضمان استقرار الحالة الصحية للأم".

  • هل يمكن إزالة الرحم بسبب التليفات أو الأكياس؟ "في حالة الأورام الليفية فقط، خاصة إذا كانت المريضة فوق الأربعين وقد أنجبت، لأن احتمالية عودتها تتراوح بين 10% و25%. أما تحت الأربعين، فغالبًا يُزال الورم فقط دون الرحم.

التطبب لا يكون بالحدس

اختتم الدكتور حلمي حواره بالتأكيد على أن "الطب الحديث يقوم على الأدلة العلمية، لا على الشائعات"، مشددًا على أن "الاستشارة الطبية المتخصصة تبقى السبيل الأكثر أمانًا لاتخاذ قرارات صحية مسؤولة".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.